"أنت لا تستطيع التحكم بي، لا تستطيع تدميري، ولا يوجد هناك أيُ سجنٍ في الكون قد يُقيدني"
لماذا شخصية داركسايد مُهمة جدًا لعالم دي سي؟
ما يجعل داركسايد شخصيةٌ مميزة هو كمية الجشع التي في داخله والتي تتوق لإمتلاك كُل شيء وما هو قادر على أن يفعله من أجل ذلك، أن يمتلك كل شيء لأنه يرى أنه كُل شيء فيجب أن يعود كُل شيءٍ له ولسيطرته، إذًا فهو فوق كُلِ شيء وينظر لكل شيء كأنهُ لا شيء فإذا كان هو الأقوى والأعظم فهو يستحق أن يمتلك كُل شيء.
داركسايد يعيش في عالم آخر بعيد عن عالم أبطال دي سي، أو بمعنى آخر، يعيش خارج الكون المتعدد بأكمله، يحكم كوكبً خاصً به إسمه "أبوكوليبس" يخضعُ كل من فيه لحكمه الطاغي المُستبد ذلك الكوكب كبير الحجم لدرجة أن لو ألقيت كوكب الأرض فيه سيكون تأثير سقوط الارض كسقوط صخرة في بركة مياه.
لكن ما الذي يجعلهُ مُميزً بحق؟ ما الذي يجعله مُختلف عن بقية ما يدَعونَ أحقية حكم الكون، ما الذي يجعل داركسايد (داركسايد)؟!
كثيراً ما ستجد أن داركسايد يصف نفسه بكل شيء، إذ هو الإله الجديد ومصدر كل شيء، لكن مع هذا تجده يتعرض للهزيمة ممن هم دونه وأسفل منه، ألم تتعجب من هذا؟ كيف يصف نفسه بكل تلك القدرات ومن ثم تجده متعرضاً للهزيمة في أحد المواجهات وأخرى مُنسحب، تجده مهينماً وأخرى مجرد شرير اخر يتعرض للإهانة من قبل أبطالنا.
من أجل فهم تلك التعارضات والمتناقضات يجب أن نتعمق أكثر في شخصية داركسايد في تاريخه من أجل حل ذلك اللغز. من أجل أن يحقق داركسايد غرضه عليه أن يتملك القدرة لفعل ذلك الغرض.
القدرة التي يبحث عنها في بحر الأكوان، هي الأعظم من كل القدرات، هي الأقوى، هي "الآنتي لايف إكواجين" أو بمعنى أصح " المعادلة المضادة للحياة" هي معادلة كونية عند فهمها وحلها تستطيع بها أن تخضع كل من في الكون لإرادتك، ولسببٍ ما، أجزاء من تلك المعادلة بدأت تظهر في كوكب الأرض حيث يعيش أغلب أبطالنا وفي أغلب الأوقات يقفون أمام داركسايد في بحثه عن تلك المعادلة.
لكن مازال السؤال قائمًا، ما الجديد في هذا؟ لماذا يحتاج تلك القدرة؟ لماذا لا يمتلك هو تلك القدرة؟ من أجل ذلك علينا أن ندخل أعمق في عالم داركسايد علينا أن نرجع في الزمن إلى بداية داركسايد. تم تقديم الشخصية على يد جاك كيربي في السبعينات بعد أن ترك مارفل وإتجه ليعمل في دي سي كوميكس وكان تقديمه لداركسايد عامل مؤثر في دي سي كوميكس.
كيربي أراد تقديم شخصيات كونية بخليط من الأساطير والخيال العلمي في عالم خاص بها بعيد عن عالم أبطالنا لا يتأثر بالزمن ولا يرتبط بما يحصل في القصص الأخرى مما يعطي جاك المساحة من الوقت ليعمل عليها بكامل حريته لكن مع كل ما قدمه لتلك الشخصيات لم يكن هنا الوقت الكافي ليتعمق كثيراً فيها.
شخصية داركسايد تأتي من عالم متشعب مليء بالقصص وتاريخ طويل فيه قصص لها طابع شكسبيري ودراما عائلية فيها الخيانة والقتل والجشع وحروب وصراع على السلطة والقوة التي لا تنتهي. كل شخصية في ذلك العالم تم تقديمها بقوة هائلة خيالية تفوق قوة أبطالنا وداركسايد كان أقواهم، يستطيع مسارعة سوبرمان ويفاجئه. يستطيع أن يعبر الكون بأكمله في ثوانٍ ويستطيع التفكير بسرعة، ذكائه يفوق الحدود، إنه مُخطط بارع حتى إنه حاول أن يقتحم "جدار المصدر" قاصداً المزيد من القوة.
وفي فترة كيربي كان سوبرمان يمتلك قوة هائلة نتعرف عليها من عدد لآخر ومثله داركسايد
عندما قررت دي سي حل مشكلة العوالم المتعددة وعدم ترتيب الأحداث عملت على ريبوت "إعادة سرد" للكون المتعدد وحصل تغيرات نتج عنها تدمير الكثير من الأكوان لكن داركسايد لم يتأثر كونه خارج الكون المتعدد.
لكن بينما كان هنالك فقط داركسايد واحد، كان هناك أكثر من تجربة مختلفة تم عرضها للشخصية كتابة جديدة متعارضة بشكل غريب.
حيث في قصةٍ ما، داركسايد نجا من قنبلة قد تدمر الوجود نفسه ويتحكم بالواقع والموت، وفي قصة أخرى دوومزداي حطمهُ وهزمه ببضع لكمات.
كل تلك الامور تتضح في الأزمة النهائية من تأليف وإبداع جرانت موريسون حيث تملك داركسايد المعادلة وأخيرًا وبدأ في خطته للسيطرة على كل شيء ودخل في حرب مع سكان "نيو جينيسيس" ومع إبنه "أوريون" في معركة محتومة وحين إقترب أوريون من الانتصار قُتل بطلقة من سلاح من جهة مجهولة سنتحدث عنها لاحقاً ومن ثم تابع داركسايد خطته وبدأ الكون يُسحب إلى دوامة إلى ظاهرة لم تسبق من قبل.
بدأ الكون يسقط تحت حكم داركسايد!
لكن ماذا يعني كل ذلك؟ هل تتذكر الطلقة التي قتلت أوريون؟ تلك الطلقة إنطلقت من المستقبل إلى الماضي ومن ثم أصابت هدفها!
من أجل أن يكون هناك طلقة تقتل أحد سكان نيو جينيسيس من أحد الآلهة الجدد تحتاج لأن تكون طلقة خاصة من سلاح خاص سلاح كوني يستطيع تخطي الزمن. ولابد لمن يملك هذا السلاح أن يكون خارجاً عن عالمنا وعن كوننا عن ما نعرفه عن المادة وطبيعتها، الزمن يعني له معنى مختلف يفوق فهمنا للأبعاد الكونية والوقت.
هُنا يأتي وجود داركسايد! إذ هو من أطلق الطلقة وقتل أوريون!
لكن حربه كلفته كثيراً لدرجة أنه بشكله الكامل سقط على الأكوان المتعددة هذا هو السبب وراء سقوط الكون إلى دوامة من الهلاك. فكرة أن يكون مجرد سقوطه كافيًا لتدمير كل ما هو موجود، كل ما شهدنا من داركسايد كان مجرد قطرة من بحر هائل من القوة المرعبة المظلمة الكبيرة اللانهائية القادرة على إستهلاك الكون كله، كل ما رأيناه من الآلهة الجُدد هو عبارة عن ما أرادوه أن نراه وما خلفه لا يستطيع أن يدركه تفكيرنا.
لكن مع ذلك، ما الذي يجعل من داركسايد شخصية مميزة؟ نعم هو من الآلهة الجُدد وأقواهم ويمتلك قدرة هائلة.
لكن يظل السؤالُ قائمًا، من هو داركسايد، ولماذا هو الشرير الأعظم لعالم دي سي وما الذي يجعله فريداً من نوعه؟ كل تلك الأسئلة كون أننا لم ندخل بعد في بداية العمق في طبيعة وشخصية داركسايد.
فكما قلنا داركسايد الذي واجه فرقة العدالة وظهر في حروب كثيرة لم يكن داركسايد الحقيقي، فالحقيقي أو "الترو فورم" هو الذي يشاهد من خارج الأكوان المتعددة، هو الأصل وما نراه منه هو نسخ يرسلها؛ لأن دخوله الكون المتعدد كافي لتدمير الأكوان المتعددة بأكملها والوجود بأكمله.
لكن كيف مجرد حضوره داخل الكون سبب كافي ليدمره؟ كيف سقوطه أن يدمر كل شيء؟
نظرتنا للكون هي منبثقة بحدود تفكيرنا وقدرة إستيعابنا للواقع ولقوانين أبعاد كوننا وما يحيطنا.
أما لداركسايد وكيف ينظر إلينا مثلها كما ننظر إلى الأبعاد الثنائية هو أعلى مننا كبشر، لا يرى لوجودنا قيمةً مقارنة بوجوده، كُل شيء في الكون هو لا يساوي شيء، فقط داركسايد هو كُل شيء.
هناك جملة مشهورة لداركسايد وهي
Darkseid IS.
وتعني أنه موجود وأن غيره ليس موجود لذا فأي وجود آخر لا يعني له شيئاً هذا.
هذا ما يجعل داركسايد مُميز. وجوده يُحدد كوننا ويغير نظرتنا عن ما نعرفه، كل قرارٍ بسيط ينتج عنه تغيرات هائلة في كوننا هو يُمثل كل ما هو شر في الكون. هو إله الشر في عالم دي سي فعندما تقيس قدر شر شخصية معينة فإنك تقيس مدى مقدار شرها مقارنةً بداركسايد فهو جزء من ميزانٍ القوة الأساسية في الكون لا يمكن إستبداله وسوف يظل جزء من وجود عالم دي سي المتعدد مهما تغيرت وتعدلت. سيجد طريقة للعودة والظهور وإثبات وجوده!
إرسال تعليق