لماذا شخصيات دي سي هُم الأعظم!؟

 

مقدمة

فيلم جاستس ليج من إخراج زاك سنايدر لا يعتبرهُ الأكثرية فقط تحفة فنية، بل هي النزاهة الإبداعية لأي مٌخرج عمل فني على الإطلاق. نسخة زاك سنايدر هي إنتصار للرؤية الإبداعية التي قامت على حملة ضخمة طالبت بصدورها و جنت النصف مليون دولار مِن أجلِ هدفٍ نبيل.

مميزات:

الفيلم يبدأ بطريقة مُميزة وعرض يستكمل الأحداث التي حصلت في الفيلم السابق "باتمان ضد سوبرمان" ويتسلسل عبر سلسلة من الأحداث توضح النقاط التي لم يتم شرحها في نسخة 2017 عن كيفية إستفاقة الصناديق الأم التي كان يتتوق الشرير "ستيبنوولف" للحصول عليها من أجل إرضاء سيده الأكبر، وأكثر من ذلك.

الشكل العام للفيلم عندما تشاهده تشعر وكأنهُ عبارة عن قصة مُصورة دُبت فيها الحياة بشكل مُميز جدًا. وجود الأشرار أمثال ستيبنوولف وديساد وداركسايد أعطوا للفيلم مُتعة بصرية وفنية وجعلوا الفيلم كوني وحماسي أكثر. على العكس من فيلم باتمان ضد سوبرمان الذي كان الشكل العام له عبارة عن طريقة درامية بحتة ويُركز على الأبطال الأرضيين بطريقة بشرية أكثر من الجو الفضائي الشرير.
بناء الشخصيات والتعمق فيهم كان أحد أهم عوامل قوة الفيلم، الفيلم أخذ وقته الكافي في إستعراض حياة كل شخصية قبل إنضمامها للفرقة وقبول عرض باتمان. مثل بروس واين الذي رأينا فيه تطور كبير عن نسخته في فيلم باتمان ضد سوبرمان والذي تطورت دوافعه وأفكاره. والأهم هو ندمه وإستعادة ثقته بالبشرية ومحاولته بأقصى جهده أن يجمع ذلك الفريق الذي بإمكانه محاربة التهديد الذي سوف يقضي على البشرية.
سايبورج كان حرفيًا يُمثل الكيان الخاص بالفيلم. طريقة عرض أصوله المؤثرة وأداء الممثل الأكثر من رائع في المشاهد المؤلمة عن ماضيه ومعاناته ومحاولته لفهم قوته الضخمة وكيفية التحكم بها. وكرهه لأبيه الذي ظن بأنه السبب في كل هذا. سايبورج بالفعل كما قال زاك سنايدر بأنه الكيان الخاص في الفيلم.

ووندرومان كانت من أكثر الشخصيات حماسًا في الفيلم، إذ تم عرض شخصيتها كمحاربة عتيدة لا تخشى أي شيء. مشهد إنقاذها للأطفال كان من أحد أفضل المشاهد التي رأينا فيها ووندرومان بهذا الشكل. تمثيل جال جادوت كان مُتحسن وأثبتت أنه لا يوجد غيرها يستحق حمل اللقب.

فلاش كان من أكثر الشخصيات الطريفة والمميزة في الفيلم إذ تم عرضه كشاب يمتلك رهبة إجتماعية يتوق للحصول على وظيفة مرموقة لكي يجعل أبيه فخور به. المشهد التمهيدي لعلاقته مع آيريس ويست كان مُنظم وجميل جدًا وخصوصًا لأول مرة رأينا الواقعية في عرض طريقة السبيدفورس وكيفية الإلتزام بحركات معينة أثناء الجري.
وتقريبًا رأينا أعظم مشهد للشخصية في الشاشة الكبيرة.

أكوامان كذلك رأيناه بشكل جميل ورأينا تمهيد أكثر لفيلمه الذي صدر في 2018 ووجود شخصية ميرا معه.
سوبرمان مع وقته القصير في الفيلم لكنه كان جيد جدًا وبدلته السوداء كانت رائعة، وخصوصًا وأخيرًا أنه كان يعلم بأنه تم إعطاءه فرصة ثانية للعودة. تطور الشخصية كان جميل جدًا بجانب شخصية لويس لاين التي كانت تحاول بصعوبة التأقلم مع موته.

مشاهد الأمازونيات في الفيلم كانوا أحد أهم عوامل قوة الفيلم والأكشن فيها كان حماسي جدًا وزاك سنايدر قدمهم بأفضل شكل على الشاشة وعندما تشاهدهم تشعر وكأنك تشاهد فيلم 300.
الأكشن في الفيلم والمعارك كانت من أجمل الأشياء وأكثرها حماسًا وجمالًا. خصوصًا مشاهد ستيبنوولف في حربه ضد الأمازونيات وحرب الباور تاور والمعركة الأخيرة في الفيلم وحرب سوبرمان ضد الجاستس ليج. كلهم كانوا رائعين وأفضل بكثير من نسخة 2017.
المؤثرات البصرية وطريقة التصوير لا تحتاج لأن نصف مدى جمالها لأننا جميعنا نعلم مدى إبداع زاك سنايدر الإخراجي في المشاهد.

تصميم داركسايد كان جيد جدًا لدرجة كبيرة، التصميم تحسن عن أول مرة ظهر فيها منذ 8 أشهر وتطور عن ذلك. شخصية داركسايد وجودها لوحده كان يعطي الفيلم كاريزما عُليا.

الموسيقى من أفضل العوامل التي أعطت للمشاهد تلك الكمية من التفاعل الموسيقي مع الأكشن أو اللحظات العاطفية أو المهمة، خصوصًا مع مشهد فلاش وسايبورج.
ما الفرق بينه وبين نسخة 2017؟
بعيدًا عن ذكر إسم جوس ويدون، ولنكن صريحين كان هنالك بعض المشاهد الجيدة في تلك النسخة، مثل مشهد المقدمة وأغنية Everybody knows الأكثر من رائعة. وعدد آخر من المشاهد.
لكن الفرق هو أن نسخة سنايدر قدمت مقدمة ومشاهد ضخمة وكثيرة جعلت من مقدمة ومشاهد نسخة 2017 عبارة عن شيء رخيص وسخيف ليس له أي قيمة مقارنةً بما شاهدناه الآن. وكلنا نعلم أن رئيس وارنر السابق "كيفن تسوجيهارا" أمر المخرج والمنتجين بأن يجعلوا الفيلم لمدة ساعتين وأن يعيدوا كتابة معظم المشاهد بسبب حاجتهم لتقليد مارفل. وهذا أدى إلى كارثة 2017 والتي شاهدنا العديد من النكت السخيفة والمشاهد "الكرينج" ولكن بسببها حصلنا على 4 ساعات من تحفة فنية.

عيوب الفيلم:

أحد العيوب في الفيلم كان بالنسبة لنا هو سرعة تقديم شخصية مارشن مانهانتر والتي كانت تحتاج مدة إضافية أكثر لعرضها. والCGI الخاص بها البعض كان يراه متوسط والبعض يراها ضعيف.
ومشهد النايتمير الأخير كان هنالك عيوب في الCGI.
لكن هذا يُعذر بسبب ضيق الوقت الذي كان مطلوب من سنايدر وفريقه الإنتهاء من الفيلم، إذ أجبرت شركة وارنر بروس سنايدر على الإنتهاء من الفيلم خلال مدة 8 شهور وهذه مدة قليلة جدًا بالنسبة لفيلم 4 ساعات. ولكن زاك سنايدر فاق التوقعات مرة أخرى وأنجز جزء كبير من الفيلم بإمتياز.
تقييمنا للفيلم لن يعتمد على الأرقام، لأننا لو قيمناه بالأرقام لن نعطيه حقه.
لكن نكتفي ونقول بأنه أفضل فيلم كوميكس سبق وشاهدناه على الإطلاق